Archive for the ‘لغة حوار مشتركة’ Category

وفاء وإجلال لحضرة عبد البهاء

أكتوبر 18, 2012

قبل مائة سنة القى حضرة عبدالبهاء محاضرة في هذه الكنيسة وتحدث عن الدين البهائي في
اكثر المدن الكندية تديناً، والان ذكرى مرور مائة سنه على زيارة حضرة عبدالبهاء الى
هذه الكنيسة. القسيس غيّر برنامج يوم الاحد ويتحدث عن حضرة عبدالبهاء ، وتليت
الادعية البهائية فيها، ان  التاريخ يتذكركيف يتحدث اعلى مقام ديني في اقدس مكان ديني
عن دين اخر ويمدح ويثني عليه ويحني راسه احتراما له.

حوار الثقافات

أكتوبر 1, 2012

رسالة البهائيين المصريين الى كل المصريين (7)

سبتمبر 6, 2012

(12)- (تحقيق العدل)

هذا لا يعني القول بأن الشباب بحاجة إلى التمتع بامتيازات خاصة، فمعظم الاستياء الذي عبّر عنه الشباب الراشدون في الأسابيع الماضية نابع من وعي حاد بأنهم يفتقرون إلى تساوي الفرص وليس أفضلية المعاملة. ويتضح جليًا من الأحوال التي يواجهها الشباب والكثيرون من أفراد مجتمعنا أن من بين المبادئ البارزة التي يجب أن تدفع سعينا إلى التجدد الذي نبتغيه، هو مبدأ العدل. فالمضامين البالغة الأثر لتطبيق هذا المبدأ وتبعاتها بعيدة المدى إنما هي في صميم القضايا التي يتحتم علينا كأُمّةٍ أن نتفق عليها. فمن تفاعل المبدأين الحيويين للعدالة ووحدة العالم الانساني تبرز حقيقةٌ هامةٌ وهي أنّ: كل فردٍ يأتي إلى هذا العالم إنما هو أمانةٌ على الجميع، وأن الموارد الجماعية المشتركة للجنس البشري يجب أن تتوسع وتمتد ليستفيد منها الكل وليس مجرد فئة محدودة. فالتغاضي عن مثل هذا الهدف وإهماله له آثاره المؤدية بالضرورة إلى زعزعة المجتمع، حيث أن التناقض المفرط القائم بين الفقر والثراء سيؤدي الى استفحال التوترات الاجتماعية القائمة ويثير الاضطرابات. إن التدابير المتخذة لتخفيف وطأة الفقر لا يمكنها أن تتجاهل وجود الثراء المفرط، فحين تتكدس الثروات الهائلة عند قلة من الناس، لا مفرّ للكثرة الغالبة من معاناة الفقر والعوز.

“فإذا ما لوحظ فقر وبؤس فمن اليقين وجود ظلم وإجحاف حضرة عبد البهاء

ولذلك حرم السؤال في الدين البهائي” لا يحلّ السّؤال ومن سئل حرّم عليه العطآء”   الاقدس

ويتفضل حضرة عبد البهاء “ومن جملة تعاليم بهاءالله إشراك الإنسان أخاه الإنسان إشراكًا اختياريًّا فيما يملكه، وهذا الإشراك أعظم من المساواة، وهو أنْ لا يرجّح الإنسان نفسه على غيره، بل يفديه بروحه وبماله”

يا أبناء التّراب: خبّروا الأغنياء بأنين الفقراء … (الكرم والجود من خصالي فهينئاً لمن تزيّن بخصالي).

ان يكون العمال شركاء في الشركة التي يعملون فيها ويكون لهم نسبة من الحصص وبالتالى نسبة من الارباح. بهذه الطريقة يكون للعمال حقوق اكبر..ولهذا لا يقومون على الاضراب ، لأن الضرر يعود عليهم ولذلك سيعملون برغبة وحب أكبر.

(13)- (معا الى الامام)

لعلّ قلّة من الناس ستعارض الجدوى الأساسية للمبادئ التي جرى بحثها في هذه الرسالة. ومع ذلك، فإن تطبيقها سيكون له تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية وشخصية عميقة تجعلها أكثر تحديًا مما قد تبدو في بداية الأمر. ولكن بغضّ النظر عن المبادئ التي سيتم تبنّيها، فإن قدرتها على ترك طابعها الخاص على مجتمعنا الناشئ سوف تعتمد إلى حدٍّ كبير على درجة تبنّينا نحن المصريين لها واعتمادها. فبقدر ما يتمّ تمكين الجميع من المشاركة في عملية التشاور التي تؤثر علينا حتّى نسلك الطريق لنصبح أسياد الموقف في تقرير مصير تطورنا الروحي والمادي فإننا سنتفادي مخاطر وقوع مجتمعنا في شَرَك أيّ نمطٍ من النماذج القائمة التي لا ترى أيّ جدوى من تمكين الناس وإطلاق طاقاتهم.

14- ديمقراطية حقيقية

إنّ التحدي الماثل أمامنا إذًا هو في بدء عمليةٍ من الحوار والتشاور حول المبادئ التي سوف ترشدنا إلى إعادة بناء مجتمعنا وهي مهمة تحتاج إلى جهد ومثابرة. إنّ صياغة مجموعةٍ متجانسةٍ من المبادئ – من بين المفاهيم والتصورات المتباينة – لتنطوي على القوة الخلاّقة لتوحيد شعبنا لن تكون إنجازًا متواضعًا. وعلى كل حال، فإنّ بإمكاننا أن نكون واثقين بأنّ كلّ جهدٍ صادقٍ يُبذل لخدمة هذا الغرض سيُكافأ بسخاءٍ عن طريق إطلاق مقدارٍ جديد من تلك الطاقات البنّاءة النابعة من أنفسنا والتي يعتمد عليها مستقبلنا. وفي حوار وطني عريض القاعدة كهذا – يشترك فيه الناس على كلّ المستويات في القرى والمدن وفي الأحياء والبيت ليشمل جذور المجتمع ويجتذب كلّ مواطن مهتمّ – سيكون من الضرورة الحيوية القصوى ألاّ يتحول هذا الحوار سريعًا إلى نقاشٍ عن الجزئيات والمصالح الآنيّة، أو يُختصر هذا الحوار فيتحوّل إلى إبرام الصفقات وإصدار القرارت لتقاسم السُّلطة من قبل نخبةٍ جديدةٍ تدّعي بأنّها الحكم الفاصل في تقرير مصيرنا ومستقبلنا.

15- من يخط طريق المستقبل؟

إنّ المشاركة المستمرة لجماهير الشعب – وعلى نطاقٍ واسعٍ – في عملية التشاور هذه ستُقنع، إلى حدٍّ بعيد، المواطنين بأنّ صنّاع السياسة مخلصون في خلق مجتمعٍ عادل. ونظرًا لأن الفرصة متاحةٌ للمشاركة في هذه العملية، فإنّه سيتأكد لنا في صحوة وعينا الجديد بأننا نملك زمام مصيرنا وأننا ندرك معنى القوى الجماعية التي أصبحت مُلكنا فعلاً لتغيير أنفسنا.

إخوتكم وأخواتكم البهائيون في مصر

فنجاح اي عمل في الدنيا هو بسبب اولا التوكل على الخالق عز وجل ودخول الشباب بابداعاتهم ووافكارهم المتنورة وطاقاتهم اللامتناهية وكذلك دور المرأةالذي يحمل الحكمة والصبر ودور الرجل الذي يحمل ثقافة وخبرة السنين الطويلة فاذا ما اجتمعت الطاقات الثلاث تحت رعاية وعناية رب العالمين فلابد لمثل هذا المجتمع ان يكون اعظم المجتمعات

رسالة البهائيين المصريين الى كل المصريين (5)

جويلية 22, 2012

(8) (مساواة الرجل والمرأة)

إن النتائج المترتبة عن هذه الحقيقة الجوهرية – أي مبدأ وحدة العالم الإنساني- عميقة لدرجة أن مبادئ أخرى حيوية وضرورية لتطور مصر المستقبلي يمكن أن تستمدّ منها. ومن الأمثلة ذات الأهمية الأولى على ذلك هي مسألة المساواة بين الرجال والنساء. فهل هناك من أمر يعيق تقدم بلادنا العزيزة أكثر من الاستثناء المستمر للمرأة واستبعادها من المشاركة الكاملة في شؤون بلادنا. إن إصلاح الخلل في هذا التوازن سيقود بحدّ ذاته إلى إدخال اصلاحات وتحسينات في كل مجال من مجالات الحياة المصرية الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فالإنسانية، مثلها مثل الطائر الذي لا يستطيع التحليق إذا كان أحد جناحيه أضعف من الآخر، فستظل قدرتها على السمو الى أعالي الاهداف المبتغاة معاقة جدًا ما دامت المرأة محرومة من الفرص المتاحة للرجل. فعندما تكون الامتيازات ذاتها متاحة ً للجنسين فإنهما سيرتقيان ويعود النفع على الجميع. ولكن مبدأ المساواة بين الجنسين يجلب معه، بالإضافة إلى الحقوق المدنية، سلوكًا يجب أن يطال البيت ومكان العمل وكل حيّزٍ اجتماعي ومجال سياسي وحتى العلاقات الدولية في نهاية المطاف.

ان المراة والرجل امام الله سواء لا فرق ومن حق المرأة ان تنتخب وتنتخب فالمراة ليست تابع للرجل ولكنها تمثل نصف سكان الارض

(9) (التعليم للجميع)

ولا يوجد مجال أجدر وأكثر عونًا في تحقيق المساواة بين الجنسين من التعليم الذي وجد أصلاً ليمكّن الرجال والنساء من كل الخلفيات الاجتماعية، من تحقيق كامل طاقاتهم وامكاناتهم الفطرية والمساهمة في رقي المجتمع وتقدّمه. وإذا كان لهذا الأمر أن يلقى النجاح، فلا بد من تقديم إعدادٍ وافٍ للفرد حتى يشارك في الحياة الاقتصادية للبلاد، ولكن لا بدّ للتعليم أيضًا أن يخلق بُعداً اخلاقياً متيناً. فينبغي على المدارس أن ترسّخ في أذهان الطلاب المسؤوليات المترتبة على كونهم مواطنين مصريين وتغرس في نفوسهم تلك المبادئ والقيم الداعية الى تحسين المجتمع ورعاية مصالح إخوانهم من بني البشر. ولا ينبغي السماح لأن يصبح التعليم وسيلة لبثّ الفرقة والكراهية تجاه الآخرين وغرسها في العقول البريئة. ويمكن بالأسلوب التربوي الصحيح أيضًا، أن يصبح التعليم أداة فاعلة لحماية أجيال المستقبل من آفة الفساد الخبيثة والتي ابتلينا بها وأصبحت واضحة المعالم في مصرنا اليوم. علاوة على ذلك فإن الحصول على التعليم الرسمي الأساسي يجب أن يكون في متناول الجميع بصورة شاملة دون أي تمييز قائم على الجنس أو العرق أو الإمكانات المادية. وستثبت التدابير التي سوف نتخذها للاستفادة من موارد بلادنا الحبيبة – تراثنا وزراعتنا وصناعتنا – بأنها تدابير عقيمة إذا نحن أهملنا أهم الموارد شأنًا، ألا وهي قدراتنا الروحية والفكرية التي أنعم بها علينا الله عزّ وجل. ولذا فإن وضع سلّم للأولويات في محاولة تحسين الوسائل التي نعلّم ونثقف بها أنفسنا لسوف يجني محصولاً وفيرًا في الأعوام القادمة.

التعليم يجب ان يتاح لجميع الفئات وكذلك يتاح للمرأة كما للرجل

تغير جذري لمسار التعليم ومخاطبة الفكر البشري والنظر الى الطلبة كمخلوقات نبيلة

تنمية القدرات واخراج المواهب التي يتمتع بها كل طفل

تعليم الاخلاقيات والسلوكيات التي بها يتعامل الطفل مثل (كيفية التعامل مع الاهل وكذلك معاملات الانسان مع حياته الجديدة في الحياة الاسرية وتربية الابناء ومواجهة المواقف الصعبة

استشهاد حضرة الباب

جويلية 17, 2012

مقتطفات من سورة الاحزان المنزلة من يراعة حضرة ابهاء الله

“… أُشَاهِدُ بِأَنَّ قَلْبِي اشْتَعَلَ مِنْ نَارِ الأَحْزَانِ بِمَا وَرَدَ عَلَى جَمَالِ الرَّحْمَنِ مِنْ مَلأ الفُرْقَانِ، كَأَنَّ كُلَّ أَرْكَانِي يَشْتَعِلُ حِينَئِذٍ بِنَارٍ الَّتِي لَوْ أُلْقِيَ زِمَامُهَا لَتُحْرِقُ كُلَّ مَنْ فِي الْمُلْكِ وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ شَهِيدًا، وَكَذَلِكَ أُشاهِدُ بَأَنْ يَبْكِيَ عَيْنِي ثُمَّ كُلُّ جَوَارِحِي حَتَّى يَمْطُرَ مِنْ شَعَراتِي قَطَرَاتُ الدُّمُوعِ بِمَا مَسَّتْهُ البَأسآءُ مِنْ هَؤُلاءِ الأَشْقِيآءِ الَّذينَ هُمْ قَتَلُوا اللهَ وَمَا عَرَفُوه، وَفِي حِينِ الَّذِي افْتَخَرُوا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمآئِهِ عَلَّقُوه فِي الهَوآءِ وَضَرَبُوا عَلَيْهِ رَصَاصَ البَغْضَاءِ، فَيَا لَيْتَ مَا خُلِقَ الإبْدَاعُ وَمَا ذُوِّتَ الاختِرَاعُ وَمَا بُعِثَ نَبِيٌّ وَمَا أُرْسِلَ رَسُولٌ وَمَا حُقِّقَ أَمْرٌ بَيْنَ العِبادِ، وَمَا ظَهَرَ اسْمُ اللهِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَمَا نُزِّلَتْ صَحائِفُ وَلا كُتُبٌ وَلا زُبُرٌ وَلا أَلْوَاحٌ وَلا رِقَاعٌ، وَمَا ابتُلِيَ جَمَالُ القِدَمِ بَيْنَ هَؤُلاءِ الأَشْقِيَاءِ وَمَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الَّذِينَ هُمْ كَفَرُوا بِاللهِ جَهْرَةً وَارْتَكَبُوا مَا لا ارْتَكَبَهُ أَحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ جَمِيعًا، تَاللهِ الحَقِّ يَا عَلِيُّ لَوْ تَنْظُرُ فِي كُلِّ أَرْكَانِي وَجَوارِحِي وَكَبِدِي وَقَلْبِي وَحَشائِي لَتَجِدُ أَثَرَ رَصَاصٍ الَّذِي وَرَدَ عَلَى هَيْكَلِ اللهِ، فآهٍ آهٍ إذًا بَقِيَ مُنْزِلُ الآياتِ عَنِ الإنْزَالِ وَهَذَا البَحْرُ عَن الأَمْوَاجِ وَهَذِهِ السِّدْرَةُ عَنِ الأَثْمارِ وَهَذِهِ السَّحابُ عَنِ الأَمْطَارِ وَهَذِهِ الشَّمْسُ عَنِ الأَنْوَارِ وَهَذِهِ السَّمآءُ عَنِ الارْتِفَاعِ، وَكَذَلِكَ كَانَ الأَمْرُ حِينَئِذٍ مَقْضِيًّا، فَيَا لَيْتَ كُنْتُ فَانِيًا وَمَا وَلَدَتْنِي أُمِي وَمَا سَمِعْتُ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الَّذِينَ هَمْ عَبَدُوا الأَسْمآءَ وَقَتَلوا مُنْزِلَها وَخالِقَها وَمُحَقِّقَهَا وَمُرْسِلَها، فَأُفٍّ لَهُمْ بِما اتَّبَعُوا أنْفُسَهَم وَهَوَيهُمْ وَظَهَرَ مِنْهُم مَا خَرَّتِ الحُورِيَّاتُ عَنْ غُرُفاتِهِنَّ وَوَضَعَ الرُّوحُ

 وَجْهَهُ عَلَى التُّرَابِ بِمَا وَرَدَ عَلَى رَبِّ الأَرْبَابِ مِنْ هَؤُلاءِ الذِّئابِ، إذًا يَبْكِي كُلُّ شَيْءٍ لِبُكَائِي لِنَفْسِهِ وَيَضُجُّ كُلُّ الأَشْيآءِ لِضَجِيجي لِفِراقِهِ، قَدْ بَلَغْتُ فِي الحُزْنِ عَلَى مَقامٍ لَنْ يَخْرُجَ مِنْ فَمِي نَغَماتُ البَقآءِ وَلا عَنْ قَلْبِي نَفَحاتُ الرَّوحَى، وَلَولا عِصْمَتِي نَفْسِي لانْفَطَرَتْ أَرْكَانِي وَكُنْتُ مَعْدُومًا…”

ازمات وانتصارات

أفريل 23, 2012

صدور فرمان النفي

لقد سعى اعداء الامر كي يطفئوا النّار الموقدة الإِلهيّة آملين خسوف شمس الحقيقة هذه، واستمرّوا في سعيهم لتحقيق أمنيتهم حتّى صدر فرمان السّلطان عبد العزيز بنفي الجمال المبارك من بغداد، غير أنّهم كانوا غافلين عن أن هذا الانتقال وإن كان نفيًا حسب الظّاهر إلاّ أنّه صار سببًا لعلوّ أمر الله وسطوع شمس الحقيقة سطوعًا أشدّ

عندما وصل خبر نفي حضرة بهاء الله الى الاستانة حدث هلع شديد بين الاصدقاء والمخلصين وجميع القوم ممن سمعوا عن حضرته وبدأت الوفود تتوافد باعداد كبيرة من البشر لالقاء الوداع الاخير على حضرته وسرعان ما تبين صغر حجم المنزل الذي كان يقطن فيه بالنسبة للقادمين  وعندما سمع نجيب باشا وهو احد وجهاء بغداد وضع فورا حديقته ( النجيبية) تحت تصرف حضرته والتي سميت فيما بعد بحديقة الرضوان

الوفود في منزله المبارك

وحين لاح وظهر حضرة بهاء الله فِي صحن بيته ارتمى مرافقوه عَلَى أقدامه حزانى مغمومين، وتوقّف حضرته لفترة من الوقت وسط نحيب المحبّين وعويلهم بكلمات حانية مواسية، ووعد أن يلقى كلّ واحد منهم فِي الحديقة النّجيبية فيما بعد، وقد ذكر حضرة بهاء الله فِي أحد الألواح أنّه عندما كان يبادر بالخروج من البيت المبارك تمسّك طفل صغير السّنّ بذيل ثوبه المبارك وهو يبكي وينحب ويرجو من حضرته بصوته النّاعم أن لا يغادرهم، ولما كان الجوّ مشحونًا بالحزن والأسى فلا غرو أن عمل الطّفل الصّغير هذا حَرّك القلوب وزاد الاحبّاء أسًى وحزنًا.

المشهد خارج البيت المبارك

في الوقت الّذي انتقل فيه حضرة بهاء الله من البيت المبارك شاهدت بغداد يومًا ندر أن شهدت مثله من قبل، فقد تجمهر النّاس من جميع الطّبقات رجالاً ونساءً، أغنياء وفقراء، صغارًا وكبارًا، رجال علم وثقافة، أمراء، موظفو الحكومة، رجال تجّارًا وعمّالاً فِي الشوارع والمناطق القريبة من البيت المبارك وعلى أسطح المنازل الواقعة في طريق حضرة بهاء الله إلى النّهر، وكان هناك الأنين والبكاء على قرب فراق حضرته, لم يكن أولئك الّذين خارج البيت أقلّ حزنًا من أتباع حضرة بهاء الله ولم يكونوا أقلّ بكاءً وعويلاً من الأحبّاء، ولم يقلّ منظر هؤلاء عَنْ أولئك روعة وتأثيرًا فِي النّفوس، فكان الكلّ يسعى للتّقرّب إلى حضرته، فكان بعضهم يرمي نفسه تحت أقدامه وآخرون منتظرين بلهفة أن يدلي حضرته ببعض الكلمات وغيرهم اكتفوا بلمسة من يده أو لمحة إلى محيّاه ومن الأحداث المثيرة الَّتي جرت أثناء انتقال الجمال المبارك من بيته إلى ضفّة نهر دجلة أنّ سيّدة إيرانيّة النّسب غير بهائيّة توغّلت فِي الحشد المحيط بحضرته إلى أن وصلت إلى محضره حيث ألقت بطفلها عَلَى قدميه مشيرة بذلك إلى أنّها مستعدّة أن تفديه بطفلها، ومثل هذا الحدث أمثال، وقبل أن يخترق حضرة بهاء الله النّهر خاطب أحبائه وقال ما معناه: “أودعكم مدينة بهذه الحالة الَّتي ترونها، يجب أن تكون هذه النّار المشتعلة فِي القلوب مستمرّة بفضل أعمالكم الطيّبة ولا يظهر منكم ما يؤدّي إلى انخمادها”.

عيد الرضوان

أفريل 18, 2012

اكْرَعُوا يَا أَهْلَ الأَرْضِ وَالسَّمَآءِ كَأْسَ البَقَآءِ مِنْ أَنَامِلِ البَهَآءِ فِي هذَا الرِّضْوَانِ العَلِيِّ الأَعْلَى تَالله ‌مَنْ فَازَ بِرَشْحٍ ‌مِنْهَا لَنْ يَتَغَيَّر بِمُرُورِ الزَّمَانِ وَلَنْ يُؤَثِّرَ فِيهِ كَيْدُ الشَّيْطَانِ وَيَبْعَثُهُ اللهُ عِنْدَ كُلِّ ظُهورٍ بِجَمالِ قُدْسٍ عَزِيزٍ، فَيا مَرْحَبًا هذا عِيدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ مَنظَرِ رَبٍّ حَكِيمٍ،

“قسمًا بالذّات الإلهيّة المقدّسة جلّ وعزّ إنّ الّذي يسمع ويتلو آية من آيات من يظهره الله في يوم ظهوره أحسن من أن يتلو البيان ألف مرّة “. حضرة الباب

عن الصادق بن محمد ( العلم سبعة وعشرون حرفا, فجميع ماجاءت به الرسل حرفان ولم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فاذا قام قائمنا اخرج الخمسة والعشرين حرفا)

لقد بلغت ظهور حضرة الباب ذروته باعلان حضرة بهاء الله بانه هو من يظهره الله الذي بشر به حضرة الباب

هذه هو اليوم الي تظهر فيه الروح الاعظم كما في  الهندوسية ويبدأ عصر بوذا الاخوة العالمية كما في البوذية ويأتي عصر البركة والسلام كما في الزردشتية ولا ترفع امة على امة سيفا كما في التوراة وهو اليوم الذي سيمسح الله كل دمعة من عيون العالم كما في الانجيل وهو يوم يرث الله فيها الارض كما في القرآن الكريم

عاش جموع البابيين فترات عظيمة من الفرح والانبساط والنشوة في عوالم الروح محلقين بافئدتهم فوق عالم الدنيا الفانية منقطعين في عوالم الروح الخالدة يتناغمون بالاشعار ويرتلون الايات الالهية ويفاجئون بخيوط الفجر وهم يرددون القصص حول حضرته وفي هذه الفترة نزل العديد من الالواح والبشارات وكتب حضرته قصيدة هلة هلة يابشارات التي كانت مملؤة بالبشارات عن قرب ظهور اليوم الموعود

ذكر النبيل ما يلي

 “بلغ من سكر المرتشفين من كأس محضر حضرة بهاءالله أن قصور الملوك بدت لعيونهم أوهن من خيوط العنكبوت… وكانت ضيافاتهم ومباهجهم من الروعة بحيث لا يحلم بمثلها ملوك الأرض”… “كم من ليلة لم يزد فيها طعام العشرة منهم عن حفنة من التمر تشترى بفلس.! أما أسماؤهم فقد نسوها، أما قلوبهم فقد فرغت من كل شيء إلا ذكر محبوبهم وتقديسه! فآه آه لهاتيك الأيام الغوالي ولحلاوة تلك السويعات العجيبة”.(5)

كان أصحاب حضرة بهاء الله قد علموا منذ بعض الوقت أنّ إعلان الدّعوة وشيك وقد نما إلى علمهم ذلك ليس فقط من خلال التّصريحات والتّلميحات الكثيرة الَّتي أدلى بها حضرة بهاء الله أثناء الأشهر القليلة الأخيرة لإقامته فِي بغداد ولكن عَنْ طريق تغيير ملحوظ فِي سلوكه، وممّا دلّ دلالة واضحة دون ريب عَلَى قرب ساعة إعلان الدّعوة هو أنّ حضرة بهاء الله لبس يوم غادر بيته فِي بغداد نوعًا جديدًا من القلنسوة وهو تاج ظلّ يلبسه إلى آخر أيّام حياته.

كل عام وانتم بخير

مارس 21, 2012

لَكِ الْحَمْدُ يَا إِلَهِيْ بِمَا جَعَلْتَ النَّيْرُوْزَ عِيْدًا لِلَّذِيْنَ صَامُوْا فِيْ حُبِّكَ وَكَفُّوْا أَنْفُسَهُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ رِضَائُكَ، أَيْ رَبِّ اجْعَلْهُمْ مِنْ نَارِ حُبِّكَ وَحَرَارَةِ صَوْمِكَ مُشْتَعِلِيْنَ فِيْ أَمْرِكَ وَمُشْتَغِلِيْنَ بِذِكْرِكَ وَثَنَائِكَ، أَيْ رَبِّ لَمَّا زَيَّنْتَهُمْ بِطِرَازِ الصَّوْمِ زَيِّنْهُمْ بِطِرَازِ القَبُوْلِ بِفَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ لأَنَّ الأَعْمَالَ كُلَّهَا مُعَلَّقَةٌ بِقَبُوْلِكَ وَمَنُوطَةٌ بِأَمْرِكَ، لَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ أَفْطَرَ حُكْمَ الصَّوْمِ إِنَّهُ مِمَّنْ صَامَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلَوْ تَحْكُمُ لِمَنْ صَامَ حُكْمَ الإِفْطَارِ إِنَّهُ مِمَّنْ اغْبَرَّ بِهِ ثَوْبُ الأَمْرِ وَبَعُدَ عَنْ زُلالِ هَذَا السِّلْسَالِ، أَنْتَ الَّذِيْ بِكَ نُصِبَتْ رايَةُ أَنْتَ المَحْمُودُ فِي فِعْلِكَ وَارْتَفَعَتْ أَعْلامُ أَنْتَ المُطَاعُ فِيْ أَمْرِكَ، عَرِّفْ يَا إِلهِيْ عِبَادَكَ هَذَا المَقَامَ لِيَعْلَمُوا شَرَفَ كُلِّ أَمْرٍ بِأَمْرِكَ وَكَلِمَتِكَ وَفَضْلِ كُلِّ عَمَلٍ بِإِذْنِكَ وَإِرَادَتِكَ، وَلِيَرَوْا زِمَامَ الأَعْمَالِ فِي قَبْضَةِ قَبُوْلِكَ وَأَمْرِكَ لِئَلا يَمْنَعَهُمْ شَيْءٌ عَنْ جَمَالِكَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الَّتي فِيهَا يَنْطِقُ المَسِيحُ المُلْكُ لَكَ يَا مُوجِدَ الرُّوْحِ وَيَتَكَلَّمُ الحَبِيبُ لَكَ الحَمْدُ يَا مَحْبُوْبُ بِمَا أَظْهَرْتَ جَمَالَكَ وَكَتَبْتَ لأَصْفِيَائِكَ الْوُرُوْدَ فِي مَقَرِّ ظُهُوْرِ اسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ نَاحَ الأُمَمُ إِلا مَنِ انْقَطَعَ عَمَّا سِوَاكَ مُقْبِلا إِلَى مَطْلِعِ ذَاتِكَ وَمَظْهَرِ صِفَاتِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَفْطَرَ الْيَوْمَ غُصْنُكَ وَمَنْ فِيْ حَوْلِكَ بَعْدَمَا صَامُوا فِي جِوَارِكَ طَلَبًا لِرِضَائِكَ، قَدِّرْ لَهُ وَلَهُمْ وَلِلَّذِيْنَ وَرَدُوا عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ كُلَّ خَيْرٍ قَدَّرْتَهُ فِي كِتَابِكَ ثُمَّ ارْزُقْهُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيْمُ الحَكِيْمُ.

النظم الاعظم

جانفي 9, 2012

يتفضل حضرة بهاء الله (قد اضطرب النظم من هذا النظم الاعظم واختلف الترتيب بهذا البديع الذي ما شهدت عين الابداع شبهه)

ان كلمة النظم في كتاب البيان الفارسي لحضرة الباب وكتاب الاقدس تعني ان رسالة حضرة بهاء الله هي المنجبة لمنظومة عالمية جديدة لادارة شؤون العالم وتأسيس ملكوت الله الموعود على الارض

اما الواح ووصايا حضرة عبد البهاء فانها ستكون دستور الحضارة العالمية المستقبلية

اما بيت العدل الاعظم فإليه ستعود ادارة الشئون السياسية في العالم

ان النظام الاداري البهائي يتكون من جناحين مختلفين ولكنهما متناغمين ويعملان معا لبناء صرح الحضارة العالمية واستتباب ملكوت الله على الارض وهما مؤسسات مُنتخبة (بيت العدل الاعظم ومقره على جبل الكرمل بحيفا بفلسطين وبيوت العدل المحلية الموجودة في شتى مدن العالم والمحافل المركزية الموجودة في معظم دول العالم ) وجناح تعييني وهو اعضاء دار التبليغ ومقرها على جبل الكرمل وهيئة المشاورين القارية والمعاونيين والعلاقة بين الجناحين هي المشورة الودية والرغبة المشتركة لخدمة امر الله وليس مسألة المقام او المركز

ان مؤسسات النظام الاداري للدين البهائي هي النواة والنموذج لنظم حضرة بهاء الله العالمي الذي سيتأسس على الارض والذي يسعى الى وحدة الجنس البشري والذي نرى اليوم مدي احتياج البشرية لهذا الدواء الشافي

هذا النظام الاداري لم تبدعه اياد بشرية اذ هو منظومة الهية مقدر لها ان تحتضن البشرية وتوحدها لتأسيس جنة الله على الارض التي طال انتظار البشر اليها

هذه هو اليوم الي تظهر فيه الروح الاعظم كما في  الهندوسية ويبدأ عصر بوذا الاخوة العالمية كما في البوذية ويأتي عصر البركة والسلام كما في الزردشتية ولا ترفع امة على امة سيفا كما في التوراةوهو اليوم الذي سيمسح الله كل دمعة من عيون العالم كما في الانجيل وهو يوم يرث الله فيها الارض كما في القرآن الكريم

عام مضى

جانفي 1, 2012

انتهى عام 2011 وبدأ فجر عام جديد وبدأت شمس يوم جديد تشرق على الانسانية

انتهى عام مليء بالمصاعب والالام والمحن والثورات والانهيارات الاقتصادية وتغير في مفاهيم الناس وخروج للمراة للمطالبة بحريتها

ان الاخبار المؤلمة والمفجعة التي تهز العالم في كل مكان, تشعل الروح حزنا وألما وتزيد النفس اضطرابا. ولكن بارقة امل نلمحها ونراها ساطعة كالشمس تدفء القلوب الحزينة وتنعش الارواح الخاملة انها الكلمات الالهية العظيمة المحيية للنفوس والارواح الحزينة:

“وان مستك البأساء في سبيلي ان اصطبر ولا تجزع… وان وجدت نفسك فريدا لا تحزن ثم انس بنفسي وإنا نكون معك في كل الاحيان”

“فاعلموا ان البلايا  والمحن لم يزل كانت موكلة  لاصفياء الله واحبائه المنقطعين الذين لا تلهيهم التجارة ولا بيع عن ذكر الله… فطوبى للصابرين”

“لولا البلايا في سبيلك من اين تظهر مقامات عاشقيك ولولا الرزايات في حبك بأي شيء تبين شأن مشتاقيك”

ان ما يحدث يذكرنا ذلك بالام المخاض التي تتعرض لها المرأة لتنجب في النهاية مولود جميل يضفي المزيد من البهجة على الحياة ونامل ان يأتي العام القادم بالبشارات والافراح لانه دائما بعد كل شدة رخاء ومع كل كدر صفاء