Posts Tagged ‘استشهاد حضرة الباب’

استشهاد حضرة الباب

جويلية 17, 2012

مقتطفات من سورة الاحزان المنزلة من يراعة حضرة ابهاء الله

“… أُشَاهِدُ بِأَنَّ قَلْبِي اشْتَعَلَ مِنْ نَارِ الأَحْزَانِ بِمَا وَرَدَ عَلَى جَمَالِ الرَّحْمَنِ مِنْ مَلأ الفُرْقَانِ، كَأَنَّ كُلَّ أَرْكَانِي يَشْتَعِلُ حِينَئِذٍ بِنَارٍ الَّتِي لَوْ أُلْقِيَ زِمَامُهَا لَتُحْرِقُ كُلَّ مَنْ فِي الْمُلْكِ وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ شَهِيدًا، وَكَذَلِكَ أُشاهِدُ بَأَنْ يَبْكِيَ عَيْنِي ثُمَّ كُلُّ جَوَارِحِي حَتَّى يَمْطُرَ مِنْ شَعَراتِي قَطَرَاتُ الدُّمُوعِ بِمَا مَسَّتْهُ البَأسآءُ مِنْ هَؤُلاءِ الأَشْقِيآءِ الَّذينَ هُمْ قَتَلُوا اللهَ وَمَا عَرَفُوه، وَفِي حِينِ الَّذِي افْتَخَرُوا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمآئِهِ عَلَّقُوه فِي الهَوآءِ وَضَرَبُوا عَلَيْهِ رَصَاصَ البَغْضَاءِ، فَيَا لَيْتَ مَا خُلِقَ الإبْدَاعُ وَمَا ذُوِّتَ الاختِرَاعُ وَمَا بُعِثَ نَبِيٌّ وَمَا أُرْسِلَ رَسُولٌ وَمَا حُقِّقَ أَمْرٌ بَيْنَ العِبادِ، وَمَا ظَهَرَ اسْمُ اللهِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ وَمَا نُزِّلَتْ صَحائِفُ وَلا كُتُبٌ وَلا زُبُرٌ وَلا أَلْوَاحٌ وَلا رِقَاعٌ، وَمَا ابتُلِيَ جَمَالُ القِدَمِ بَيْنَ هَؤُلاءِ الأَشْقِيَاءِ وَمَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الَّذِينَ هُمْ كَفَرُوا بِاللهِ جَهْرَةً وَارْتَكَبُوا مَا لا ارْتَكَبَهُ أَحَدٌ مِنَ العَالَمِينَ جَمِيعًا، تَاللهِ الحَقِّ يَا عَلِيُّ لَوْ تَنْظُرُ فِي كُلِّ أَرْكَانِي وَجَوارِحِي وَكَبِدِي وَقَلْبِي وَحَشائِي لَتَجِدُ أَثَرَ رَصَاصٍ الَّذِي وَرَدَ عَلَى هَيْكَلِ اللهِ، فآهٍ آهٍ إذًا بَقِيَ مُنْزِلُ الآياتِ عَنِ الإنْزَالِ وَهَذَا البَحْرُ عَن الأَمْوَاجِ وَهَذِهِ السِّدْرَةُ عَنِ الأَثْمارِ وَهَذِهِ السَّحابُ عَنِ الأَمْطَارِ وَهَذِهِ الشَّمْسُ عَنِ الأَنْوَارِ وَهَذِهِ السَّمآءُ عَنِ الارْتِفَاعِ، وَكَذَلِكَ كَانَ الأَمْرُ حِينَئِذٍ مَقْضِيًّا، فَيَا لَيْتَ كُنْتُ فَانِيًا وَمَا وَلَدَتْنِي أُمِي وَمَا سَمِعْتُ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الَّذِينَ هَمْ عَبَدُوا الأَسْمآءَ وَقَتَلوا مُنْزِلَها وَخالِقَها وَمُحَقِّقَهَا وَمُرْسِلَها، فَأُفٍّ لَهُمْ بِما اتَّبَعُوا أنْفُسَهَم وَهَوَيهُمْ وَظَهَرَ مِنْهُم مَا خَرَّتِ الحُورِيَّاتُ عَنْ غُرُفاتِهِنَّ وَوَضَعَ الرُّوحُ

 وَجْهَهُ عَلَى التُّرَابِ بِمَا وَرَدَ عَلَى رَبِّ الأَرْبَابِ مِنْ هَؤُلاءِ الذِّئابِ، إذًا يَبْكِي كُلُّ شَيْءٍ لِبُكَائِي لِنَفْسِهِ وَيَضُجُّ كُلُّ الأَشْيآءِ لِضَجِيجي لِفِراقِهِ، قَدْ بَلَغْتُ فِي الحُزْنِ عَلَى مَقامٍ لَنْ يَخْرُجَ مِنْ فَمِي نَغَماتُ البَقآءِ وَلا عَنْ قَلْبِي نَفَحاتُ الرَّوحَى، وَلَولا عِصْمَتِي نَفْسِي لانْفَطَرَتْ أَرْكَانِي وَكُنْتُ مَعْدُومًا…”